تتردد كلمة «الحظ» في أحاديثنا اليومية كثيرًا، فكثيرون يعزون نجاحاتهم أو إخفاقاتهم إلى الحظ الجيد أو السيئ. فهل الحظ حقيقة، أم مجرد خرافة تروى لطمأنة النفس أو تبرير ما لا يمكن تفسيره؟على مر العصور، ربط البشر بين الحظ والنجاح أو الفشل في الحياة. في الثقافات القديمة، كانت هناك طقوس وتمائم يعتقد أن لها تأثيرًا على جلب الحظ أو طرده. حتى في الوقت الحاضر، ما زال البعض يؤمن بالرموز مثل «قدم الأرنب» أو «النجمة الساقطة» التي يُعتقد أنها تجلب الحظ السعيد. ورغم التطور التكنولوجي والعلمي، لا تزال هذه المعتقدات تتغلغل في المجتمعات.من الناحية العلمية، لا يوجد دليل مباشر على وجود «الحظ» كقوة خفية تتحكم في حياتنا. بعض العلماء يرون أن الحظ مجرد تفسير غير منطقي لسلسلة من الأحداث العشوائية. فالنجاحات تُبنى على العمل الجاد، المهارات، والفرص المتاحة. أما الفشل فقد يكون نتيجة ظروف خارج السيطرة، مثل الظروف الاقتصادية أو الاجتماعية، لكنها ليست بالضرورة مرتبطة بالحظ.في دراسة أجريت في جامعة إدنبرة، أشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم محظوظين يميلون إلى امتلاك نظرة إيجابية ويعملون بجد أكبر، ما يؤدي إلى نتائج إيجابية في حياتهم. في المقابل، من يعتقدون أنهم غير محظوظين يميلون إلى التركيز على الجوانب السلبية في حياتهم، مما قد يؤدي إلى المزيد من الإخفاقات.إلا أن العقلانية تدعو إلى أن نؤمن بأن النجاحات والإخفاقات غالبًا ما تكون نتيجة لاجتهادنا أو تقصيرنا. الحظ ربما يكون مجرد مصطلح يصف نتائج الأحداث العشوائية.بدلاً من الاعتماد على الحظ، يمكن للأفراد التركيز على تحسين مهاراتهم، استغلال الفرص المتاحة، والتفكير بإيجابية. هذه العوامل تزيد من فرص النجاح، بغض النظر عن ما إذا كان هناك شيء يسمى «الحظ» أم لا.في النهاية، قد يظل مفهوم الحظ موجودًا في أذهاننا، لكنه بالتأكيد ليس العامل الوحيد الذي يحدد مصيرنا. العمل الجاد، التفكير الاستراتيجي، واستغلال الفرص هي المفاتيح الحقيقية للنجاح.